عبد العزيز بن مروان بن الحكم واليا على مصر




نسبه وأسرته


هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وعند عبد مناف يلتقي نسب عبد العزيز مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبوه مروان بن الحكم رابع خلفاء بني أمية أمويون، وابن عم الخليفة الراشد عثمان بن عفان مباشرة، ويُعد في الطبقة الأولى من التابعين، عمل رئيساًً للديوان في عهد عثمان، ثم أميراًً للمدينة في خلافة معاوية. أمه هي ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي من بني كلب.

أشهر إخوة عبد العزيز هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي ولي الخلافة بدمشق بين عامي 65 ـ 86 هـ، ومنهم أيضاً بشر بن مروان الذي ولاه الخليفة الأموي على العراق وقضى على ثورة مصعب بن الزبير الذي خرج تابعاً لأخيه عبد الله بن الزبير، ومنهم محمد بن مروان أمير الجزيرة والثغور.
قدوم عبد العزيز إلى مصر

بويع مروان بالخلافة في الجابية من نواحي دمشق في ذي القعدة 64 هـ، وكانت مصر حينئذ تحت إمرة عبد الرحمن بن جحدم الفهري من قبل ابن الزبير، فلما استتب أمر خلافة الأمويين في الشام بتولية مروان بعد الهرج الذي حدث إثر وفاة الخليفة معاوية بن يزيد، لم يتردد أنصار الأمويين في مصر في دعوة مروان لتخليصها من الزبيريين، فأرسل مروان جيشاً من دمشق بقيادة ابنه عبد العزيز تبعه هو بجيش آخر على رأسه خالد بن يزيد وعمر بن سعيد بن العاص، وأخوه عبد الرحمن بن الحكم.
موقعة خندق الفسطاط

كان ابن جحدم عاملاً نشيطاً فلما سمع بأمر ابن مروان أمر بحفر خندق حول الفسطاط، وأرسل عدة بعوث لصد مروان وابنه قبل الوصول إلى الفسطاط، بيد أن مروان انتصر عليها جميعاً، حتى بلغ الفسطاط ودارت المعركة بين الفريقين، وانتهت بتسليم ابن جحدم ودخول مروان إلى الفسطاط في جمادى الأولى سنة 65 هـ، وأقام مروان في مصر شهرين قبل أن يرحل عنها عائدا إلى دمشق في رجب تاركاً على إمرتها إبنه عبد العزيز.
عبد العزيز وعظم مسئولياته

حين قدم مروان إلى مصر جعل على شرطته عمرو بن سعيد بن العاص، ولما خرج ومعه عمرو جعل عبد العزيز على شرطته عابس بن سعيد المرادي، ونرى عابساً ينوب عن عبد العزيز عندما خرج إلى دمشق سنة 67 هـ، وحين توفي عابس سنة 68 ولى عبد العزيز مكانه زياد بن حناطة بن حلاوة التجيبي، ولما توفي سنة 75 ولى عبد العزيز على الشرطة عبد الرحمن بن حسان التجيبي، ثم ولى عليها يونس بن عطية الحضرمي سنة 84، فعبد الرحمن بن معاوية بن حديج سنة 86 هـ.

وجعل عبد العزيز على الحرس والخيل جناب بن مرثد الرعيني. زار عبد العزيز الإسكندرية أربع مرات اعوام 74، 81، 83 هـ لتأمينها وتوطيد السلطان الإسلامي فيها.
كرمه

كان عبد العزيز يقول: (عجباً لمؤمن يوقن أن الله يرزقه، ويوقن أن الله يخلف عليه، ثم يدخر مالاً عن عظيم أجر أو حسن سماع)، وروى الكندي أنه كانت لعيد العزيز ألف قصعة تنصب حول داره، ومائة تدار في البلد ليأكل الناس، وفي ذلك يقول الشاعر عبد الله بن قيس الرقيات:

كل يوم كأنه يوم أضحى.:. عند عبد العزيز أو يوم فطر

وله ألف جفنة مترعات.:. كل يوم تمدها ألف قدر
عبد العزيز الباني المشيد

بنى عبد العزيز بالفسطاط داراً للإمارة سنة 67 هـ، وجعل لها قبة مذهبة، ومن عظم هذه الدار كانت تُعرف بالمدينة، زاد عبد العزيز مسجد عمرو بن العاص من جوانبه سنة 77 هـ. بنى المساجد والاستراحات

كذلك أقام عبد العزيز قنطرة على خليج أمير المؤمنين عند الحمراء القصوى سنة 69 هـ ونُقش عليها اسمه، وموقعها حالياً عند مجرى العيون في القاهرة، وقد اندثرت ورُدم الخليج نفسه بعد ذلك.
بناء حلوان

بنى عبد العزيز حلوان لكي تكون مشتى له، ثم اتخذها مركزا لحكمه بعد أن وقع طاعون في الفسطاط سنة 70 هـ، وقد احتفر عبد العزيز عبن حلوان، وأقام فيها بركة عظيمة، كما بنى فيها المساجد والأسواق وحسنها حتى قيل أنه أنفق في بنائها مائة ألف دينار، كما أنشأ في حلوان قناطر تحمل إليها الماء من عيون المقطم.
أزواجه وأولاده وأحفاده

تزوج عبد العزيز أم كلثوم الساعدية، وأروى الخولانية وكانتا قبله عند مسلمة بن مخلد الأنصاري. كما تزوج ليلى بنت سهل الكلابية وأنجبت له أم البنين التي تزوجها الخليفة الوليد بن عبد الملك.

وتزوج أيضاً حفصة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وماتت عنده. وتزوج كذلك أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وولدت له إبنه الخليفة عمر بن عبد العزيز.

أما عن أبنائه فأشهرهم:

الأصبغ، وهو ابنه الأكبر وبه كان يُكنى، وكان ساعده في حكمه وقد توفي قبل أبيه بعشرين يوماً في ربيع الأخر 86 هـ.
ومن أبنائه زبان الذي بنى له حماماً في الفسطاط، ومنهم أيضاً سهيل.
أما أشهر أبنائه على الإطلاق فهو الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الذي ولد في المدينة وقيل في مصر سنة 61 هـ، وتولى الخلافة سنة 99 هـ خلفاً للخليفة سليمان بن عبد الملك، ومات سنة 101 هـ وكان يُضرب به المثل في الزهد والعدل.

وأشهر بنات عبد العزيز هي أم البنين التي تزوجت الخليفة الوليد.

ومن أشهر أحفاد عبد العزيز عمرو بن سهيل بن عبد العزيز الذي ثار على مروان بن محمد سنة 132 هـ، وفي عهد المهدي العباسي خرج الثائر الأموي دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز الذي دعا لنفسه بالخلافة في الصعيد، وتعلق به المصريون، ودارت معارك بين العباسيين ودحية انتهت بأسره، وحُمل إلى الفسطاط فقُتل في جمادى الأخرة سنة 169 هـ وبُعث برأسه إلى المهدي في بغداد.
وفاة عبد العزيز بن مروان

توفي في حلوان في جمادى الأولى سنة 86 هـ.

المرجع

عبد العزيز بن مروان : دكتورة سيدة إسماعيل كاشف ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب 2005م.